نورالدين ثلاج :
عبر مجموعة من عمال المجمع الشريف للفوسفاط الذين تم اختيارهم من طرف إدارة المجمع للاستفادة من برنامج “أوسيبي سكيلز” الذي تم إطلاقه قبل سنتين وفق تصور خاص كان الهدف منه تهدئة الأوضاع والتخفيف من درجة الاحتقان التي وصل إليها الشارع المحلي والتي دفعت أبناء المناطق المنجمية إلى الاحتجاج على التهميش الذي يطال ساكنة المنطقة عن معاناتهم المتواصلة والتي انطلقت، حسب ما صرحوا به للجريدة، منذ البداية بكثرة التنقلات وغياب الاستقرار ورؤية واضحة تحدد الآليات والمسار منذ البداية حتى النهاية، مضيفين أن تواصل واستمرار البرنامج لمدة قياسية دون وضوح الرؤيا واستمرار الغموض الذي يلف هذا البرنامج الذي حاد عن طريقه وبات مجرد مضيعة للوقت دفع العديد منهم إلى تقديم استقالاتهم ووضع حد لهذه المعاناة التي لم تفرق بين مبتدئ وصاحب تجربة، بين عازب ومتزوج يحمل هم عائلة.
وقال هؤلاء العمال في بيانهم الأخير انتظروا إجابات شافية من المسؤولين ليبقى سلاحهم الصبر والشكوى لبرب العالمين، منددين باستمرار التكوين إلى إشعار آخر، والتنقل بين المدن متواصل دون نهاية، فإلى متى، ومتى يحين الفرج…؟
إدارة المجمع الشريف، حسب تصريحات هؤلاء العمال وبيانهم الذي تتوفر صدى خريبكة على نسخة منه، تستمر في تهميش المستفيدين من هذا البرنامج بسن سياسة التماطل والتمديد، فالملتحقون بأماكن العمل لازالوا لم يستفيدون من أي تكوين تقني بالرغم من كونهم يباشرون عملهم بشكل عادي دون حاجة لهذا التكوين، وبدون مقابل حيث يكتفون بما يجود عليهم به المجمع من دريهمات لا تسمن ولا تغني من جوع، فحتى مقابل التنقل لم يتم تسليمه بالرغم من مرور ما يقارب السنتين، والمنتظرون دورهم لازالوا يتنقلون بين المدن وبين شركات هنا وهناك ومراكز تكوين باتت مجرد مضيعة للوقت دون استفادة ودون تقديم أية إضافة، دون أن تتضح الرؤى بخصوصهم ودون أن يتلقوا بدورهم إجابات شافية تعجل بحل المعاناة التي تنذر بالكارثة، فالاحتقان عاد للواجهة والتذمر أصبح المسيطر على كل المستفيدين من هذا البرنامج.
وندد عمال المجمع الشريف للفوسفاط (أوسيبي سكيلز) عبر بيانهم بهذا التماطل الحاصل في تدبير ملفهم، مطالبين بإنهاء معاناتهم مع عدم الاستقرار الذي يعيشونه منذ بداية البرنامج، ويدعون المسؤولين إلى وضع نقطة النهاية لهذا الملف، بإلحاق المستفيدين بأماكن عملهم وتسوية وضعيتهم الإدارية والقانونية والمالية في أقرب وقت، موجهين الدعوة لجميع الفعاليات إلى تنظيم وقفات احتجاجية إنذارية أمام الإدارات والمراكز التي يواصلون بها تكوينهم.
